منذ أن وجد الإنسان على هذا الكوكب الأزرق, خط بأنامله حدود وطنه الذي استوطنه, منذ تلك اللحظة الحاسمة صارت تلك الرقعة من الأرض تحمل اسمه القومي, ككوردستان التي تعني موطن الكورد. أو أسماءاً أخرى لبلدان عديدة شوه رسمها ولفظها الاحتلال على غير ما كان عليه, لكن تبقى تلك الأسماء غريبة على القوم الذي استوطنها عنوة, وليست لها علاقة به أو بتاريخه, مثال العرب في سوريا ومصر والعراق وبلدان شمال إفريقيا, لقد احتل هؤلاء العرب القادمون من الجزيرة التي تحمل اسمهم هذه البلدان احتلالاً استيطانيا بحد السيف رغماً عن إرادة شعوبهاً, كما أسلفنا شوهوا كل شيء على الأرض حتى يناسب لفظهم وذوقهم البدوي.
عزيزي القارئ الكريم, في هذه المقالة النقدية لم أتناول شخصاً محدد بعينه, وإنما أشخص الحالة المرضية عند هذه الشريحة المشار إليها بكلام قاسي نوعاً ما, لأنها بسبب مرض انفصام الشخصية القومية لديها انقطع عن الواقع القومي والوطني. للأسف الشديد, يصادفنا هذه الأيام بعض الكورد الجنسية من أولئك الذين يتخبطون بأقوالهم وأفعالهم غير المسئولة حين يواجهوك بسلسلة أكاذيب وتلفيقات رخيصة حتى يبرروا بها أعمالهم المشينة وذلك من أجل أن يستمروا بالرداءة والدناءة لكي يبقوا منغمسين إلى أذنيهم في الخيانة والرذيلة. إن هؤلاء التائهون بخلاف جميع بني البشر على وجه المعمورة, ليس لهم انتماء قومي بين ولا انتماء وطني واضح, مع أن حب الشعب و الوطن والانتماء إليهما غريزي جُبل عليهما الإنسان منذ أن عرف نفسه إنه إنسان. لكن بخلاف هذا القانون الطبيعي, أن هؤلاء. . في عصر تحرر الشعوب وانعتاقها يعيشون كالبهائم في ظلمات الجهل بل أضل, حتى أنهم لا يستطيعوا أن يميزوا بين انتمائهم لشعبهم المناضل, وادعاءاتهم المعيبة بالانتماء إلى ذلك الشعب الذي اعتدى ولا زال يعتدي عليهم بشتى الوسائل المتاحة لديه ليل نهار!! وهو الذي استعبدهم واستخدم ضدهم كل صنوف القهر والقتل والاضطهاد والتنكيل ومع هذا يتوددون إليه!! تماماً كما المثل القائل: القط يحب خناقة. إن هؤلاء كورد الجنسية, بعد أن تمكن منهم فيروس الانحطاط القومي, تخلوا حتى عن هويتهم الوطنية لفظاً, لو تسأل أحدهم, من أين أنت, دون خجل ولا حياء وبلا تردد يقول لك, أنه عراقي أو سوري أو تركي الخ ولا يقول أنه كوردستاني!! لو نقارن بين هؤلاء الممسوخين الكورد, وبين الفلسطينيين الموجودين في دولة إسرائيل ويحملون جنسيتها ولهم كل حقوق المواطنة في إسرائيل, ألا أن دولة إسرائيل صارت تشكوا منهم, لأنهم لم ولن يقولوا يوماً ما أنهم إسرائيليون؟ ولا يرفعوا يوماً ما العلم الإسرائيلي, مع أنهم لا يحملون إلا الوثائق الإسرائيلية المعتبرة, لكن اعتبارها ليست كتلك الوثائق التي تعطى للكوردي الفيلي بشق الأنفس وبدفع الرشا وتؤشر السلطات العراقية العنصرية في حقل من حقولها, أنه من المهجرين الكورد إلى إيران!! بلا شك أن ما يقوم به المواطن الفلسطيني أنه الانتماء الحقيقي للوطن, فإسرائيل ليست وطنهم, بل هو البلد الذي يعيشون فيه بسبب ظروف سياسية معروفة فلذا اكتسبوا جنسيتها؟؟ وذات الشيء ينطبق على المواطن الكوردي الرديء, الذي يعيش خارج حدود إقليم كوردستان, في بغداد والمدن العراقية الأخرى, أو في بلاد المهجر, يجب عليه أن يعرف جيداً, أن مفعول هويته أو جنسيته العراقية كمواطن درجة ثانية سوف ينتهي حين يفك العراق ارتباطه القسري مع الإقليم الكوردستاني, وعندها تجبره السلطات العراقية الغاشمة بمغادرة تلك المدن, والتوجه إلى وطنه الأم كوردستان؟؟ نتساءل, ألم يدرك بعد الكوردي الانتهازي الرخيص, أن التشدق باسم العراق لا يفيده بشيء, ولا ينقذه من شرور الأعراب حفظه لقصائد شعراء العرب العنصريين, ولن يرحموه بسبب ترديد بعض أغاني المطربين العرب الذين يؤدون دور شرطي أمن؟؟ حقاً أن الذي لا يملك ذاكرة تاريخية غير جديرة بالبقاء. لقد نسي هؤلاء. . أو الأصح تناسوا عن ما جرى لأولئك الكورد الخونة, الذين ارتموا في أحضان نظام حزب البعث المجرم وصاروا أدلاء على بني قومهم, لكن حين استغنى النظام عن عمالتهم وخيانتهم لشعبهم الكوردي المسالم ولوطنهم كوردستان لم يتهاون معهم للحظة واحدة سرعان استغنى عن جميع خدماتهم الأمنية وجردهم من جميع أموالهم وممتلكاتهم ومن ثم قذفهم خارج الحدود المصطنعة مع مئات الآلاف من أبناء الشعب الكوردي المظلوم, بما أن الخيانة تجري في عروق هؤلاء الأوباش قص غالبيتهم شواربه وحول وجهه الذميم إلى وجه شتوي كتلك الوجوه السائدة في ذلك البلد.
أيها القارئ الكريم, منذ أن تأسس الكيان العراقي المتهرئ من قبل بريطانيا عام (1920) وإلى زمن حكم حزب البعث العفن ورئيسه المقبور صدام حسين أن كل الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم في الكيان العراقي المصطنع قامت بتهجير ممنهج للكورد إلى إيران بحجة واهية وسخيفة, بأنهم إيرانيون!! مع أن العراق قديماً كان جزءاً من أرض إيران؟؟ وفي بعض الأحيان لم يكن بمقدور النظام العراقي إبعادهم إلى إيران قام بتهجيرهم وترحيلهم داخل حدود العراق السياسية, على سبيل المثال وليس الحصر, هجر الكورد من مدينة مندلي وقراها إلى بصرة أو من سليمانية إلى الناصرية ومن كركوك إلى الأنبار الخ, واستوطن مكانهم أعراباً همج من أتباع أنس ومحيسن جاء بهم من جنوب وغرب العراق ومنحتهم بيوت وأراضي الكورد المغضوب عليهم مجاناً, وأنهم قبلوها برحابة صدر وفرح, كأن أحدهم ربح جائزة يانصيب!! هؤلاء هم (أخوانكم) العرب يا ممسوخون!! أنتم تعتبرونهم إخوة لكم بينما هم يحدوا لكم السكاكين وينتظروا الفرصة المواتية للانقضاض عليكم و ذبحكم كالخرفان, وداعش والنصرة والقاعدة وحزب البعث الخ خير دليل على تنفيذ الجرائم النكراء ضد بنات وأبناء الكورد. قط لا تتصوروا أن هناك فرقاً بين علاوي و مالكي وجعفري وعبادي ومن لف لفهم عن داعش ومشتقاته, بل هؤلاء أسوأ من داعش, حتى أنهم لا يعتبرون الكورد من جنس البشر؟؟ فلذا قتلهم حلال في قواميسهم الطائفية, وينالوا عليها الثواب ودخول الجنة والتمتع بحور العين, لكن لم تحن لهم الفرصة بعد, حتى تشاهدوا بأنفسكم أيها الممسوخون إجرامهم التي يندى لها الجبين, لكن عنده يكون قد فات الأوان و تأخرتم كثيراً ولا يفيدكم عض أصابع الندم.
قول مأثور:" خائن الوطن من يكون سبباً في خطوة يخطوها العدو في أرض الوطن"
2017 02 11