رغم الفساد و الفشل الذريع و التخلف و عدم تحقيق ولو نسبة قليلة جدا من امنيات الشعب الكوردستاني الذي ضحى من اجلها بالغالي و النفيس طوال عشرات السنين، ورغم خذلانهم امام الصديق و العدو و مراوحتة سلطتهم المفروضة علىالشعب المسكين في مكانها بل تراجعها يوما بعد اخر و الوصول بحالها الى الحضيض و افلاسها اقتصاديا و ماليا واداريا، فانهم لم يعترفوا لحد اليوم ما اقترفت ايديهم و ما اوصلوا هذه الشعب البريء الى ضفاف الياس و العزلة و الانعكاف مع الوسوسة والهذيان المسيطر على ابناءه الطموحين.
انها سلطة تسلك طريقا غير واضحة الافق و تان تحت ضغوطات اصحاب الديون من الشركات و الدول التي خدعتها باسم المساعدة و طموحها هي باسم الاقتصاد المستقل و ما افرز من الفساد و تبذير الاموال و تبديد الثروات فوق و تحت الارض للسنين الاتية ايضا دون ان يستفيد منها الشعب في اية لحظة كانت. انها غشامة السلطة و عدم قدرة و امكانية و خبرة من تبوء المناصب و استلم زمام الامور خلال السنين العجاف الماضية. كل ما تمكنوا منه هو غدر الشعب بشكل عام و الطبقة الكادحة المعدومة و اصحاب الدخل المحدود و ادامة حكمهم بالحديد و النار على حساب حياة الناس و معيشتهم دون ان يلقوا اي رادع منهم نتيجة الظروف التي يعيشونها في ظل قلقهم من المستقبل وخوفهم الدائم من العدو الخارجي و تدخلاتها المستمرة و خوفهم المستمر من عودة الحصار الكامل و القتل الجماعي و انتشار الجوع لما تلقوه على ايدي الحكومات المركزية سابقا.
تحمّل الشعب صابرا و ثابرا عسى ولعل انيتمكنوا من عبور ما حصل و ان تنتقل المرحلة و تعبر كوردستان لاى شاطيء امان كان و يتخلص من هذه الطغمة المتسلطة باسم الحزب والثورة و هم من افشلوا الثورات و استغلوها من اجل مصالح خاصة بهم دون ان يفيدوا ولو ذرة واحدة بهم و من التقرب لحل قضيتهم العادلة، بل ضحوا بقصيتهم من اجل منافعهم و مصالحهم الضيقة فقط. رغم عدم التحرر و الخلاص من المحتلين فان ان سلوك السطلة الكوردستانية الذاتية لم تقل عنجهية و اجحافا للشعب الكوردي داخليا من اعداءه المتربصين به في كل ساعة، ولم تبق وسيلة مضرة و تعذيب جسمي و نفسي و لم يستخدموها في تعاملهم مع المعارضين لهم و بالاخص ابان الحرب الاهلية الداخلية التي لازالت افراتها و تاثيراتها باقية لحد اليوم و منها تقسيم كرودستان الى ادارتين، و لم يبق امامهم و لديهم اي شيء و استخدموه ضد من عارضهم حتى ولو بكلمة، و كم من صحفي ضحي بنفسه من اجل كلمة حقة و راي صائب وحتى نقد بناء، لا بل اغتالوه، اي انهم تعاملوا كذئب متوحش مفترس ضد شعبهم داخليا في سياساتهم طوال هذه العقود الاخيرة التي حكموه.
اما امام تعاملهم و سياستهم الخارجية مع الاخرين من الدول الاقليمة و العالمية فانهم سلكوا طريقا مخنوعين و مذلين حاسين بالنقص و وديعين يتنازلون عن حقوقهم على حساب الشعب الكوردستاني و يتصرفون كالخرفان في سلوكهم و تعاملهم الخارجي على عكس ماكانوا عليه الداخليا, اي بمختصر القول يمكن ان نسميهم بانهم هؤلاء الذين تعودوا على ظلم الشعب داخليا دون ان ينبسوا ببنت شفة امام الاعداء عند غدرهم بهم و عدم مطالبة حقوق الشعب من مَن اجحف بحقه منذ عقود طويلة.
ذئاب في حال الداخل و خرفان في الخارج نتيجة ضعفهم و الاصرار على هدفهم و مصالحهم الخاصة فقط، و انعدام الثقة بهم من قبل الشعب، و عليه لم يعتقدوا مساندتهم من قبل اشعب الكوردستاني لو تصارعوا و تواجهوا مع القوى الخارجية، بل هم من وضع نقاط ضعفهم و اذيالهم في ايدي الاعداء دون ان يتمكنوا من تحريرها يوما ما.